ثالثا: الأضرار الصحية
وهي التي تصيب البدن بخلاف الأضرار النفسية التي تصيب الروح مع سلامة البدن وقد يكون الضرر النفسي سببا لوقوع الضرر البدني كما هو الحال في وهم الحب .
تروي إحدى الفتيات تقول : (( في يوم من الأيام جاءني اتصال من صديقة لي تخبرني فيه بأن صديقة لنا في غرفة العناية المركزة بالمستشفى فهرعت إليها وأنا لا اعلم ما السبب وحينما وصلت إليها وجدتها ممدة على السرير دون حراك وقد أصابتها حالة تشنج عنيفة تركت بصمات زرقاء وسوداء حول عينيها وعي جميع أجزاء وجها وعندما سألت شقيقتها عن السبب أخذتني بعيدا عن والدتها المنهارة وقالت لي : لقد اكتشفت أن خالدا متزوج ولدية ولد !!!!
أما عن خالد هذا فهو شاب قد تعرفت عليه عن طريق الهاتف ! وعدها بالزواج وها هي تدخل المستشفى من أجله ولو علم هذان الأبوان النهاران أمام غرفة ابنتهما سبب دخولها المستشفى لقتلاها بدلا من أن يبكيا عليها !
وأغرب من ذلك مانشر في بعض الصحف من قصة تلك المرأة المصرية التي فوجئت وهي تفتح دولاب ملابسها بعد أن عادت إلي بيتها بشاب يخرج من ذلك الدولاب فتعالت صرخاتها مستغيثة بالجيران وقد حاول الشاب اقناعها بأنه جاء لخطبة ابنتها التي تربطه بها علاقة حب (!) ولكن المرأة أصرت على استدعاء الشرطة وكانت المفاجأة أن سقط ميتا بالسكتة القلبية قبل أن ينقل إلى قسم الشرطة في أغرب حادث حب غرامي مجنون ...
وقد سئل الأستاذ الدكتور مصطفى محمود عن الحب قبل الزواج فأجاب : الحب هو اتحاد شديد العمق يؤدي التفريق فيه إلى سلسلة من انفجارات العذاب والألم وقد تستمر حتى الموت وقد تنتهي بتغير الشخصية تماما وتحولها كما يتحول الراديوم بعد تفجر الإشعاع إلى رصاص أما الحب بعد الزواج فهم الحب الحقيقي الذي ينمو ويعيش ويتحدى النسيان ويضفي النبل والإخلاص والجلال على أبطاله
رابعا : الأضرار الاجتماعية
وهي كثيرة جدا من أخطرها :
1) انتشار الفساد في المجتمع وشيوع الفاحشة فيه ..
فكم من عفيفة حرة صارت باسم الحب من البغايا وعفيف صار به عبدا للصبيان والصبايا ..! ويحضرني في هذا المقام قصة فتاة جامعية وقعت في وهم الحب وجرى لها ماجرى لغيرها من ضحايا الوهم : نظرة فابتسامة فكلام فموعد فلقاء ففجور فندم وحسرة .. ولكن هذه الفتاة لم يقف أمرها عند هذا الحد فقد قام الذئب بتصويرها معه وهي تمارس الفجور في شريط فيديو ثم صار يهددها بهذا الشريط حتى انقادت له وصارت كالخاتم في يده يخرج بها متى شاء بلا قيود ولم يكتف الذئب بذلك حتى أشرك معه غيره من الذئاب البشرية المسعورة فإذا بالفتاة الجامعية المصونة تتحول إلى بغي فاجرة تنتقل من رجل إلى آخر ..!! ثم تنتهي القصة بقيام هذه الفتاة بقتل ذلك الذئب انتقاما لشرفها وعرضها لتودع في السجن خلف القضبان
2) فشل الحياة الزوجية وكثرة وقوع الطلاق في المجتمع :
ففي دراسة علمية أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية تبين أن معظم الذين تزوجوا بعد قصة حب كبيرة لم ينجح زواجهما ! وليس هذا في ديار الغرب فحسب بل حتى في بلاد المسلمين ففي دراسة أجريت في المستشفى التخصصي بالرياض على الطلاق وجد أن أكثر حالات الطلاق إنما تقع في الزيجات التي تمت بعد علاقة حب !
وتبين د. خديجة علوي أستاذة علم الاجتماع السبب فتقول : (( إن مفهوم الصداقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج أمر مرفوض دينيا واجتماعيا فهي ضمن الأفكار الفاسدة التي وردت إلى مجتمعنا بسبب الانفتاح اللامحدود على المجتمعات الغربية
ثم تضيف: إن هذه الصداقة التي تنشأ بين الشاب والفتاة بحجة أنها ضرورية لوضع أخلاق وطباع الشريك المرتقب تحت المجهر أو لغير ذلك ماهي إلا وهم كبير إذ أنها تأتي بنتائج عكسية على العلاقة ذاتها فيما بعد إذا ماتم الزواج بينهما .. ففي الغالب تكثر الخلافات وعدم التفاهم يزداد حدة لأن كلا منهما بدأ يرصد بدقة عيوب الآخر وسيئاته بعد أن كانت غائبة عنه تحت ( وهم الحب ) الذي ربط بينهما عن طريق الصداقة وكثيرا ماتفشل هذه الزيجات لأن الأسس التي قامت عليها من البداية أسس واهية.
وأكبر شاهد على ذلك هو الواقع فقد روى إحدى الأخوات قصتها مع إحدى زميلاتها قالت :
رأيتها بعد انقطاع دام أكثر من سنة فهالني منظرها لقد تغيرت تماما فقد تحول احمرار وجنتيها إلى هالات سوداء حول عينيها ونحل جسمها الممتلئ إلى وزن الريشة وتحول مرحها إلى حزن لا يفارقها تعلوها غبرة يكسوها شحوب وكآبة وحينما سألتها : مالذي غير أوصالك إلى هذا الحد من التدهور ؟؟! أجابت بصوت متهدج أتذكرين ناصر ؟ ( وهو شاب تعرفت عليه عن طريق الهاتف لقد تزوجتة وليتني لم أفعل !
فأصابني الذهول مما سمعت أهذا هو ناصر الذي أوهمت نفسك بأنه سيجعلك أسعد إنسانة و.. و...؟!
فابتسمت ابتسامة ممزوجة الألم والحسرة وقالت : لقد كان سرابا ! لقد تحول بعد زواجنا إلى شيئا آخر ! تحول إلى الضد وانقلب إلى وحش كاسر يسمعني ألذع الكلمات ويعيرني بحبي له قبل الزواج ويذكرني بأسوأ أفعاله ولقاءاتي معه ويهددني بإخبار والدي ..!
وأسقطت من عينيها دمعتين ملتهبتين وقالت :
صدقيني لولا هذا الطفل الذي أخشى على مستقبله والذي ارى فيه كل آمالي التي لم تتحقق في والده لتركته عاجلا غير آجل !!!
أما القصة الثانية فقد روتها صاحبتها بنفسها فقالت:
أنا السبب في مأساتي نسجت خيوطها بيدي ثم اكتويت بنارها...
قبل سنوات ربطتني علاقة حب (!) بشاب توجت بالزواج منه ورغم علمي من البداية باستهتاره إلا أنني رضيت به زوجا (!) بعد ما أدركت أنني لا أستطيع العيش بدونه (!)
قد تسألون : ولم قبلت الزواج منه وهو بهذه الحالة ؟
أقول لكم : إنني راهنت على إصلاحة وجعله إنسان آخر ولهذا تحديت أهلي وأعلنت تمردي عليهم وتجاهلت كل تحذيراتهم وعشت مع من أحببته كروحي (!) أشهرا قليلة وشعرت أنني أسير بالفعل نحو الهدف الذي رسمته لنفسي.. غيرت من سلوكياته الكثير وحملت منه وأنجبت طفلة جميلة ولكنه عاد مرة أخرى إلى استهتاره وفشلت في إصلاحه...
ارتبط زوجي بأصدقاء السوء وصار يتغيب عن المنزل لفترات طويلة .. كنت أنظر لطفلتي وأحدث نفسي : مالعمل عندما تكبر ووالدها بهذه الحالة السيئة .. استهتاره وإهمال وعدم اكتراث ..!! وماذا أفعل عندما أقرر الخلاص وأربي ابنتي بعيدا عنه وكيف تعيش ابنتي في هذا الجو الفارغ من الوئام الأسري ؟!
لجأت إلى أهله وطلبت وساطتهم ونصحه وإرشاده ولكن فشلت ايضا كل محاولاتهم بل تمادى في سهراته الخارجية وغيابة عن المنزل والأسوء من ذلك أنه نقل مقر السهرات الفاسدة إلى منزلنا فأصبحت في موقف لا أحسد عليه وعندما عجزت عن مقاومة هذا الوضع السئ لزوجي قررت الانفصال عنه قبل أن أدخل وطفلتي عالمه المميت..
3) خراب البيوت والتفريق بين المرء وزوجه وأهله
فالفتاة التي تقع في هذا الوهم ترفض الزواج في وقته إما انتظارا للحبيب الموهوم الذي غالبا لا يأتي وإما خوفا من الفضيحة إن كانت قد فرطت في عرضها ولا يخفى مافي ذلك من الآثار السيئة على المجتمع.
تقول إحداهن: أنا فتاة جامعية (!) أحببت شابا بكل معنى الكلمة(!) واخترته حبيبا لقلبي ورفيقا لدربي (!) وبموافقة ومباركة الأهل (!!!!) وفيما كنا نقوم بالاستعداد للزوج فوجئنا باعتراضات رسمية وعقبات وهمية حالت دون إتمام فرحتنا ولكننا لم نستسلم فحاولنا التغلب عليها وضحينا بالكثير دون جدوى ولم نفقد الأمل رغم وصولنا إلى طريق مسدود (!)
واستمرت اللقاءات والاتصالات فيما بيننا(!) وفي ذات يوم نسينا أنفسنا في غمرة الحب (!!) فكان الشيطان ثالثنا .ومن هنا بدأت المشكلة أو المأساة الكبرى فبدلا من تصحيح غلطته أو غلطتنا فوجئت به يتهمني زورا وظلما بأبشع التهم ويزعم ويدعي بأني لم أكن عذراء .. وأتخذ من ذلك حيلة للتهرب من المسؤولية وتصحيح غلطة فضيعة ارتكبناها في لحظه طيش..
كيف يمكن أ، يحدث لي هذا ولم يمسسني أحد – غيره- وقد أقسمت له أني لم أعرف رجلا قبله ولابعده وبكيت أمامه وتوسلت إليه ألا يتخلى عني فوعدني خيرا وعاد يؤكد حبه لي (!) وكثرت اللقاءات بيننا فكنت أحرص خلالها على عدم إغضابه وكان هو الآمر والناهي والقاضي والجلاد ثم بدأ يتهرب مني وينتحل الأعذار وأخيرا طال غيابه وانقطعت أخباره فأدركت أنني كنت الجانية على شرفي والضحية وأنني حكمت على نفسي بالإعدام...
لقد صبرت وانتظرت بما فيه الكفاية ورفضت عشرات الشبان خوفا من افتضاح أمري فتكون نهايتي ...
ويقول أحد الشباب :
أنا شاب في المرحلة الجامعية (!) تعرفت على فتاة تكبرني قليلا وأحببتها (!) ومضى على حبنا عشر سنوات (!!!) قبل ثلاث سنوات فكرت بأن نعزز هذا الحب بالزواج وفعلا كلمت إخوتي فلم يعارضوا ولكن لمشكلة أن أحد إخوتي كان قد تقدم لأختها التي أكبر منها فرفضت أمها فوجدت حلا وهو أن الفتاة تكلم أمها ففعلت لكن أمها رفضت وبأعلى صوتها وقالت بصريح العبارة : لن أزوجك ابدا فاترك الفتاة وشأنها ..
لقد تقدم لهذه الفتاة ناس كثيرون ولكنها ترفض وبشدة وهكذا عي حياتي وحياتها فما الحل ؟__________________