الدكتور مجدي يعقوب جراح القلوب يفتح قلبه في "صالون الأه

الدكتور مجدي يعقوب جراح القلوب يفتح قلبه في "صالون الأهرام":
_لماذا حضرت إلى مصر و ما برنامجك فيها و ما سر حضورك المتكرر؟
_حضرت للمشاركة في برنامجين طبيين في الأسكندرية و أسوان و لحضور مؤتمر عن الخلايا الجذعية للمخ و لإجراء عدد من جراحات القلب. أما لماذا أعاود الحضور فلأن بلدي غالية عندي و هي في نظري أم الدنيا. و أنا أعبر عن حبي للبلد بالعمل على علاج أي مصري.
_ما الجديد في جراحات القلب و ما هي الإكتشافات المسجلة باسمكم؟
_ الجديد هو استفادة علماء الجينات من أبحاث النانوتكنولوجي. و هناك تقدماً في علاج صمامات القلب. فالعلماء يرون أن وظيفة الصمام أكثر من مجرد فتح و غلق القلب.
_ ارتبط اسمك بجراحات قلب الأطفال، فما الفرق بين الجراحة لقلب الصغير و الكبير؟
_ الأطفال هم المستقبل، و علاج طفل ضمان لاستمرار حياته و مستقبل الإنسانية، كما أن الأطفال يعانون من مشاكل كثيرة بسبب تشوهات الصمامات و الحمى الروماتيزمية، و عملياتهم تختلف لأن قلوبهم صغيرة كما أنهم يتحسنون بطريقة مذهلة و سريعة. و من مشروعاتنا الطبية تقديم خدمة طبية مميزة في مستشفى أسوان و ذلك باستخدام أبحاث الجينات لعلاج التشوهات الخلقية لقلوب الأطفال.
_ ما رأيك في قضية نقل الأعضاء؟
_ لا بديل لزراعة الأعضاء في علاج عدد كبير من مرضى القلب و الكلى و الكبد. و بدون الزراعة سيموت هؤلاء. و بسبب نقص الأعضاء فلا تستطيع دولة مساعدة أخرى في هذا المجال. لذلك وجب على رجال الإعلام توعية الشعب بأهمية ذلك و إيجاد رأي عام في هذا الإتجاه. كل دول العالم باستثناء دولتين مصر أحدهما تعتبر أن موت المخ موت للإنسان. و قد تحدث أخي جمال مع أولاده بهذا الشأن و طلب إليهم أن يتبرعوا بأعضائه إذا مات مخه، و عندما كان في رحلة إلى ألمانيا أصيب بنزيف في المخ و مات مخه فتبرع أبناؤه بأعضائه، لابد أن يتحدث الناس في هذا الموضوع باستمرار و يعلنوا عن رغبتهم في مساعدة الآخرين بدون خوف. و لابد أن نتناقش حتى نصل لتعريف للحياة.
_ كثير من الشباب المصري يشعر بالاضطهاد و فاقد للأمل في بلده، متى شعرت كقبطي بالإضطهاد؟
_ من السهل على كل شخص أن يتعلل بأن الآخرون يضطهدونه و يتخذ ذلك ذريعة كي لا يتقن عمله. المهم أن يستمر الشخص في عمل ما يحبه باتقان. و قد اعتاد الكثيرون أن يلوموا الحكومة أو الآخرين و أنصحهم بالدأب في العمل و سيرون نتيجته حتماً.
_ هل نبغ أحد أولادك في الطب؟
õ لكثرة تغيبي عن منزلي فإن أولادي لم يرغبوا بالعمل في المجال الطبي، فابني الأكبر طيّار، لكن ابنتي الوسطى ليزا اخصائية اجتماعية و تحب مصر و تساعدني في عملي بسلسلة الأمل.
_ هل عدد مرضى القلب في مصر أكثر من عددهم في الدول المختلفة.
_أجل و ذلك وفقاً للخريطة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية و معنا روسيا. و ذلك بسبب عاداتنا غير الصحبة و منها قلة المشي. فقلة المشي تضر بالقلب كثيراً. و على الإنسان أن يمشي يومياً 9 كيلومترات. أنا لدي عداد يظهر المسافة التي أمشيها يومياً.
_ هل للوراثة دور رئيس في الإصابة بمرض القلب؟
_مرض القلب تفاعل بين الوراثة و البيئة، لكل منهما احتمال النصف في إصابة شخص بهذا المرض. و تقليل خطر الوراثة ممكن ببرنامج صحي.
_ ما تأثير الفرح و الحزن على القلب؟
_ هناك بحث يظهر أن أغلبية من عانوا من كآبة و حزن في مجال عملهم تعرضوا لأمراض القلب أما من كانوا سعداء في أعمالهم فقد تعرض عدد أقل منهم لأمراض القلب.
_ هل قلب المرأة أقوى من قلب الرجل؟
_نعم فهرمونات المرأة تحمي قلبها، لكن هذا لا يعني أنها لا تصاب بأمراض القلب.
_كيف نحصل في مصر على جيل ثاني من الأطباء بنفس مستوى مجدي يعقوب؟
_ هذا ما نسعى إليه من خلال مركز الإسكندرية الجديد لتدريب الأطباء الشبان.
_ كيفحصلت في انجلترا على لقب سير و متى تتوقع أن تحصل على جائزة نوبل؟
_ أرسل مجموعة من الإنجليز للملكة يناشدونها أن تمنحني هذا اللقب و قد استجابت لهم الملكة مشكورة. لقد حصلت على هذا اللقب لأسباب مهنية لأننا خدمنا الشعب. أما بالنسبة لنوبل فإنني لم اكتشف شيئاً بأهمية اكتشاف دكتور زويل.
_ كم عدد العمليات التي أجريتها و ما أهمها و ما أغربها؟
_ نحو 20 ألف إلى 25 ألف عملية و هو عدد ضخم منها 2500 زراعة و من الصعب أن أزعم أن أحدها أهم من الأخرى فكل عملية تعني حياة انسان.
كما أن هناك قوائم انتظار و أنا أتعامل معها بتدريب أطباء عديدين على مستوى العالم و الكثير ممن دربتهم أصبحوا قادرين على اجراء العمليات بمفردهم و بنجاح كبير.
_ هل فكرت في الإعتزال؟
_ لا فما دمت قادراً على مساعدة الناس بطرق مختلفة فلن أتوقف، خاصة في مجال انشاء مستشفيات و معاهد الأبحاث مثل التي تم انشاؤها في أسوان و الإسكندرية و أثيوبيا و جامايكا.
_ ما أحلامك و ماذا حققت منها؟
_أحلامي أن تكون مصر أفضل دولة في العالم من ناحية الأبحاث و علاج المرض و أن أساعد كل المحتاجين و أنا أعمل و أواصل العمل دون توقف للتفكير فيما تم انجازه و ما تبقى.
_ ما هي أمنيتك؟
_ أن نقهر كل أمراض القلب فلا يعاني الناس منها و أن نفهم ما يدور في الخلايا و الجينات.
_ كيف تريح قلبك و كيف نريح قلوبنا؟
_ بالمشي و السباحة وركوب الدراجات و الهدوء و تناول طعاماً ملئ بالخضراوات و التوقف التام عن التدخين.
_ ما هو سر تواضعك و أنت قيمة كبيرة؟
_عفواً هذا ليس تواضعاً، لكن الإنسان كلما عرف المعضلات التي أمامه يرى نفسه صغيراً جداً، و هذه هي الحقيقة و ليس تواضعاً!